قلة النوم – كيف يمكن أن تسبب قلة النوم مرض السكري؟

[سارة]

المحتويات

1. علاقة قلة النوم بإحتمالية الإصابة بمرض السكري

2. كيف تؤثر قلة النوم على إصابة الأفراد بمرض السكري؟

3. أسباب أخرى تزيد من مخاطر الإصابة بالسكري بسبب قلة النوم

4. العلاقة العكسية بين مرض السكر و تأثيره على قلة النوم

المقدمة

قلة النوم أصبحت من الظواهر المنتشرة بكثرة في مجتمعاتنا بسبب طبيعة الحياة العملية و الإجتماعية.
لكن باتت أهمية النوم لعملية الأيض و تحديداً في توازن مستوى الجلوكوز أمراً مقبولاً على نطاق واسع،
بسبب العديد من الدراسات التي تكشف وجود علاقة بين الحرمان من النوم أو قلة النوم النوم وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري.

ترتبط السمنة والشيخوخة بإضطرابات النوم، فمع إزدياد معدلات السمنة و مرض السكري أصبح من الضروري،
استهداف النوم في الخطة العلاجية للمرضى.

في السطور التالية، سوف نتطرق إلى تفاصيل أكثر عن الإدلة على وجود صلة بين قلة النوم وخطر الإصابة ب مرض السكري.

علاقة قلة النوم بإحتمالية الإصابة بمرض السكري

ينظم الجسم البشري مستويات الجلوكوز في الدم ضمن نطاق معين، و يعرف ما يسمى بتحمل الجلوكوز،
إلى القدرة على الحفاظ على السكر في الدم عن طريق التخلص من الجلوكوز بواسطة الأنسولين.

و مع إنخفاض حساسية الأنسولين، يزداد إفراز الأنسولين للحفاظ على مستويات الجلوكوز الطبيعية في الدم،
ويصبح داء السكري واضحًا عندما تفشل خلايا بيتا في البنكرياس في إنتاج كميات أكبر من الإنسولين.

فكيف تؤثر قلة النوم على إصابة الأفراد بمرض السكري و ماهي العلاقة بينهما؟

غالباً ما كان يُنظَر إلى النوم كعملية "ترميم و تجديد" للعقل والجسم. ومع ذلك ، فقد أظهرت العديد من الدراسات،
أن النوم يؤثر أيضا بشكل مباشر على العديد من عمليات الأيض و العملية الهرمونية.

يحتوي النوم على خمسة مراحل مختلفة و منها ما يسمى بمرحلة النوم دلتا (الموجات الخفيفة)، وهذه المرحلة،
ترتبط مؤقتًا بالتغيرات الأيضية والهرمونية والعصبية، والتي يمكن أن تؤثر جميعها على توازن الجلوكوز.

في ضوء هذه التغييرات الهامة في عملية التمثيل الغذائي للجلوكوز أثناء النوم، ليس من المستغرب أن قلة النوم أو،
النوم بشكل غير منتظم قد يؤثر على التوازن الكلي للجلوكوز.

الأدلة المختبرية والوبائية تدعم وجود علاقة بين قلة النوم (أقل من 7 ساعات في الليلة) وخطر الإصابة ب مرض السكري.

أظهرت دراسات الحرمان من النوم لدى البالغين الأصحاء، أن النوم لمدة 4 ساعات في الليلة لمدة 6 ليالٍ،
أدى إلى إنخفاض بنسبة 40٪ في قدرة تحمل الجلوكوز.

و هذا التغيير في زيادة معدلات الجلوكوز يؤدي إلى عدم قدرة خلايا البنكرياس على أنتاج كميات كافية من الإنسولين.
بالتالي يتراكم السكر في الدم و بهذه الطريقة تؤدي قلة النوم إلى الإصابة بداء السكري.

أسباب أخرى تزيد من مخاطر الإصابة بالسكري بسبب قلة النوم

من المعروف أن قلة النوم أو السهر لأوقات متأخرة يعطي شعوراً بالجوع و الرغبة بتناول الطعام المليء بالسكر
و الكهربوهيدرات.

مع مرور الوقت، يمكن أن يؤدي الإنغماس في هذه الرغبة الشديدة أو الإفراط في تناول الطعام بشكل عام،
إلى إحداث إضطربات في مستويات إفراز الأنسولين و زيادة السكر في الدم.

فضلاً عن زيادة الوزن و السمنة و التي تعتبر أحد أهم العوامل المسببة لمرض السكري من النوع الثاني.

بالإضافة إلى ذلك، عندما تعاني من قلة النوم، من المرجح أن تشعر بالتعب و لا تمتلك رغبة لممارسة التمارين الرياضية،
وهو ما يمثل مشكلة أخرى لأن التمارين الرياضية المنتظمة تساعد في المحافظة على الوزن ومراقبة معدل السكر في الدم.

العلاقة العكسية بين مرض السكر و تأثيره على قلة النوم

ذكرنا في ما سبق أن قلة النوم تعد من الأسباب التي تساهم في زيادة إحتمالية الإصابة بمرض السكري،
و لكن هل تعلمون أن العلاقة متبادلة بين كلا المشكلتين. حيث يؤدي مرض السكري إلى إضطرابات في النوم أيضاُ.

يعاني مرض السكري من مشاكل في النوم بسبب بعض الأعراض المتعلقة بهذا المرض، بما في ذلك:

• كثرة التبول: هذه من الأعراض الشائعة لإرتفاع نسبة السكر في الدم، والتي يمكن أن تحدث خلال النهار والليل.
  تؤدي الحاجة للإستيقاظ ليلاً للذهاب إلى الحمام إلى تقطع النوم و بالتالي عدم الحصول على الكمية الكافية و قلة النوم.
  
  
• الشعور بالعطش: الجفاف هو أحد أعراض كل من ارتفاع السكر في الدم ونقص السكر.
  فالشعور بالعطش والجفاف يمكن أن يجعل النوم أكثر صعوبة ويجعلك تستيقظ بشكل متكرر طوال الليل.
  
  
• الجوع: هو أحد الأعراض الأخرى لإرتفاع أو إنخفاض السكر، و من الصعب النوم جائعاً.
  و لذلك تناول الطعام بشكل كبير قبل النوم يؤدي إلى قلة النوم.
  
  
• صعوبة في التنفس: يعاني مرضى السكري من صعوبة في التنفس أثناء النوم و يتكرر هذا الأمر لعدة مرات في الليلة.
  مما يسبب إلى إضطراب النوم و عدم القدرة على النوم بشكل متواصل.
  
  
• متلازمة تململ الساقين: هو اضطراب يسبب حافزًا شديدًا لا يقاوم لتحريك الساق مما يجعل من الصعب النوم أو البقاء نائمًا.

الخاتمة

عند تقييم خطر الإصابة بمرض السكري و علاجه، يجب الأخذ في عين الإعتبار مشاكل و قلة النوم.
فإذا أعطي الإهتمام الكافي، يمكن أن يكون النوم أداة قوية في المساعدة على تجنب وتحسين مرض السكري.